
أهم الأفلام التي تم تصويرها في أماكن سياحية حقيقية
تعد السينما واحدة من أقوى الوسائل التي تنقل الثقافات والمعالم الجميلة إلى جمهور واسع، فهي ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي نافذة على العالم. ومن بين العناصر التي تسهم في إنجاح الفيلم واختيار موقع تصويره، يأتي الجانب البصري ليكون من أهم مقومات العمل السينمائي. استغلال أماكن سياحية حقيقية في تصوير الأفلام ليس فقط لخدمة القصة، بل لتوجيه الأنظار نحو هذه الوجهات الرائعة وإبراز جمالها الطبيعي أو الثقافي. في هذا المقال، سنستعرض بعض الأفلام الشهيرة التي صُوِّرت في أماكن سياحية بديعة، وكيف ساهمت هذه الأفلام في تعزيز شهرة تلك الأماكن عالميًا.
1. فيلم “سيد الخواتم” (The Lord of the Rings) – نيوزيلندا
يعتبر ثلاثية “سيد الخواتم” أحد أكثر الأعمال السينمائية شهرة في العالم، وقد كان لها دور كبير في وضع نيوزيلندا على خريطة السياحة العالمية. اختار المخرج بيتر جاكسون نيوزيلندا كموقع رئيسي للتصوير بسبب طبيعتها الخلابة التي تشبه عوالم الفانتازيا الخيالية. من التضاريس الجبلية الشاهقة في جبال الألب الجنوبية إلى الغابات الكثيفة في منطقة ويلينغتون، مرورًا بالسهول العشبية الخضراء، أصبحت كل زاوية من نيوزيلندا جزءًا لا يتجزأ من عالم “الهوبيت” و”سيد الخواتم”.
بعد إطلاق الأفلام، ارتفعت نسبة السياحة في نيوزيلندا بشكل كبير، حيث أصبحت وجهة مفضلة لعشاق الطبيعة والمغامرات. حتى اليوم، يمكن للزوار الانضمام إلى جولات سياحية مخصصة لاستكشاف مواقع التصوير واستعادة مشاهد الفيلم.
2. فيلم “لا لا لاند” (La La Land) – لوس أنجلوس، الولايات المتحدة
فيلم “لا لا لاند”، الذي يروي قصة حب بين عازف بيانو وممثلة طموحة، هو تحفة فنية تجمع بين الموسيقى والسينما والجمال البصري. لكن ما يميز هذا الفيلم أيضًا هو استخدامه لأيقونات مدينة لوس أنجلوس كخلفيات رئيسية للقصة. من جسر كولفر سيتي الشهير إلى مراصد غريفيث التي توفر إطلالة خلابة على المدينة، مرورًا بشوارع هوليوود النابضة بالحياة، قدمت “لا لا لاند” صورة مثالية عن هذه المدينة الساحرة.
أصبحت مواقع التصوير في لوس أنجلوس وجهات سياحية شهيرة بعد إطلاق الفيلم، حيث يحرص الزوار على التقاط الصور في نفس الأماكن التي ظهرت فيها الشخصيات الرئيسية. وبفضل هذا الفيلم، اكتسبت لوس أنجلوس المزيد من الشهرة كمدينة مليئة بالأحلام والطموحات.
3. فيلم “الجاسوس الذي أحبني” (The Spy Who Loved Me) – جزر الباهاما
من المعروف أن أفلام جيمس بوند دائمًا ما تتميز بمواقع تصويرها الفاخرة والمذهلة، ومن بينها فيلم “الجاسوس الذي أحبني”. تم تصوير العديد من مشاهد الفيلم في جزر الباهاما، خاصة تلك المتعلقة بالمشاهد البحرية والمغامرات تحت الماء. جمال المياه الزرقاء الصافية والشواطئ البيضاء النقية جعل هذه الجزر مكانًا مثاليًا لإضفاء أجواء الإثارة والتشويق.
بعد عرض الفيلم، أصبحت جزر الباهاما وجهة مفضلة للسياح الذين يبحثون عن الاسترخاء والرفاهية. كما أن المشاهد التي تم تصويرها هناك ساعدت في تعزيز صورة الجزر كواحدة من أجمل الوجهات السياحية في العالم.
4. فيلم “تحت الشمس الحمراء” (Under the Tuscan Sun) – توسكانا، إيطاليا
فيلم “تحت الشمس الحمراء” هو قصة مؤثرة عن امرأة تبدأ من جديد في الحياة بعد طلاقها، وتقرر شراء منزل ريفي في منطقة توسكانا الإيطالية. توسكانا، التي تشتهر بتلالها الخضراء، وحقول العنب، والمنازل الريفية التاريخية، كانت خلفية مثالية لهذا الفيلم الرومانسي.
بعد عرض الفيلم، أصبحت توسكانا وجهة مفضلة للسياح الباحثين عن السلام والجمال الطبيعي. يحرص العديد من الزوار على زيارة المناطق التي ظهرت في الفيلم، مثل مدينة كورتونا، التي لعبت دورًا محوريًا في القصة.
5. فيلم “إنديانا جونز: غارة الذيب” (Indiana Jones and the Last Crusade) – البتراء، الأردن
في الجزء الثالث من سلسلة أفلام إنديانا جونز، تم اختيار مدينة البتراء الأردنية كموقع رئيسي لتصوير عدة مشاهد مهمة. البتراء، التي تُعرف باسم “المدينة الوردية”، هي واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة، وتتميز بمعمارها المنحوت في الصخر.
ظهور البتراء في هذا الفيلم ساهم بشكل كبير في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية. بعد عرض الفيلم، ارتفعت نسبة السياح الذين يرغبون في استكشاف هذه المدينة الأثرية والاستمتاع بجمالها الفريد.
6. فيلم “فاترينكا” (Before Sunrise) – فيينا، النمسا
فيلم “فاترينكا”، الذي يروي قصة حب بين شاب وشابة خلال ليلة واحدة في فيينا، يعتبر واحدًا من أبرز الأفلام الرومانسية. تم تصوير معظم الفيلم في شوارع وأزقة فيينا، التي تشتهر بجمالها الكلاسيكي ومعالمها التاريخية.
أظهر الفيلم جوانب مختلفة من فيينا، بدءًا من قصورها الملكية وصولاً إلى مقاهيها التقليدية. وبعد عرض الفيلم، أصبحت فيينا وجهة مفضلة لعشاق الرومانسية والسفر الثقافي.
7. فيلم “الملك الأسد” (The Lion King) – تنزانيا وكينيا
على الرغم من أن “الملك الأسد” هو فيلم رسوم متحركة، إلا أنه مستوحى من مناظر طبيعية حقيقية في أفريقيا، وخاصة في تنزانيا وكينيا. متنزه سيرينغيتي الوطني وجبال كيليماجنرو كانت مصدر إلهام للمخرجين عند تصميم المناظر الطبيعية في الفيلم.
ساهم الفيلم في تعزيز شهرة هذه المناطق كوجهات سياحية للسياحة البيئية، حيث يحرص الزوار على استكشاف الحياة البرية والمناظر الطبيعية التي ألهمت هذا العمل الفني.